الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٧٦
ومع الأسف كلما كان الشخص تقدميا أكثر كلما كانت خرافاته أكثر، وتقبل البلدان الضعيفة تقليد المستعمرين وخاصة المسلمين هو في المحاكاة وأخذهم عادات وتقاليد أولئك هو على الأقل من باب التقليد.
فيقلدون أولئك في آداب التعارف والمجاملة، استخدام كلمة (مرسي) يعتبرونها من الثقافة، طريقة الجلوس والنوم والمشية والأزياء، حتى وصل الأمر ان يسمي الرجل ابنه وابنته بأسماء أولئك بدل تسميتهم بأسماء الأئمة الطاهرين، ويعتقد أن اختيار الأسماء الأجنبية من الثقافة والتطور. ولكن الحقيقة أن ذلك ليس إلا خرافة، ويعني تقليد الغرب والهزيمة أمام الغرب.
النبي الأكرم (ص) يؤكد بقوله (من تشبه بقوم فهو منهم).
إذا تشبه أحد بالكفار في الاسم والتعامل واللباس فهو في الواقع منهم وليس من المسلمين، وفي رواية أخرى يقول: إذا أكل المسلم كما يأكل الكافر، وشرب المسلم كما يشرب الكافر وأصبح يغدو ويروح كالكافر، وتعلم آدابهم وسننهم، فهو يوم القيامة معهم يعني كما يذهب أولئك إلى جهنم فهو يذهب معهم.
وموضوع بحثي هو أن نتجنب التشبه بالكفار، فلان نكون أمثالهم في الزي والغذاء، وان ننتخب لأبنائنا اسما إسلاميا، وان نقول بدل كلمة (مرسي) شكرا أو ممنون، وان لا ننتظر مجئ أشكال الأزياء من أوروبا، والحمد لله انه قد بدلت الجمهورية الإسلامية الكثير من هذا.
في زمان الطاغوت ولأن الغربيين يأكلون الضفادع والسرطان، فان المثقفين والمتنورين شرعوا أيضا بأكل ذلك، وكتب لنا البعض أن الكثير من فنادق العاصمة تعد مثل هذه المأكولات يعني الضفادع والسرطان، وقد يصل الحال بالإنسان إذا كان خرافيا إلى هذا المستوى فيأكل الضفادع بعنوان الثقافة والتجديد، ويدفع الكثير من المال ويفتخر بأنه تناول تلك الأطعمة وانه أكل الضفدع قلنا الخرافات لها مصاديق كثيرة، كالمتنورين ودعاة التمدن كما بينا، ولكن في أوساط المتدينين هناك خرافة من نوع آخر، كأن يرى حلما من أول الليل إلى الصباح ويبحث عمن يعبر له
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»