الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٧٨
من الجلوس معا والوقوف معا وكثرة تبادل النظرات المشوبة بالرغبة الجنسية حتى تبرز حالة العشق يوما بعد يوم، كما تنشأ حالة الوسوسة وتستحكم.
وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى مواقف دقيقة، مثلا شاب عادي وفتاة عادية، لكنه يراها على جمال لا نظير له، ومنطقها عادي ولكنه يشعر ان منطقها موسيقي ولا نظير له، وكذلك مشيها وجلوسها، وشربها، حتى ولو كان عاديا أو سيئا ولكن ذلك يراه بنظره على درجة عالية من الجمال والكمال والجاذبية.
الشئ الذي أود أن ألفت انتباه الشباب إليه ان الكثير من حالات الزواج التي قامت على العشق قد انتهت إلى الفرقة والطلاق وبنسبة مرتفعة تصل إلى تسعين بالمائة، وإذا لم يحصل الطلاق فان الأعراض والصدود تنشأ بين الزوجين، يعني أن العشق ذو نتائج عكسية.
فعندما يحصل الارتباط بين الاثنين بالزواج يبدأ رد فعله العكسي بالظهور بعد سنة بشكل نفور واعراض وينشأ الندم على ذلك الزواج وتكون العاقبة أما الطلاق وأما تحمل المشقة والعذاب إلى ساعة الموت.
- أضرار العشق المجازي:
هناك خطر واضح سواء للرجال أو النساء! وهو والعياذ بالله، إذا ما أصيبت المرأة المتزوجة بهذه الحالة وكذلك الرجل المتزوج، فان الأمر سيؤول حتما إلى الفضيحة، وكأن الأثر الوضعي المترتب على العشق هو الحاق الفضيحة ممن يطلبه من الرجال والنساء، الحاق الفضيحة بكلا الطائفتين، ويسبب الفضيحة حتى لغير المتزوجين، فالعشق أساسا نتيجة الفضيحة.
أحد الذنوب الذي أثره الوضعي الفضيحة هو زنا المرأة المتزوجة والرجل المتزوج فعدا كون ذنبهم من الكبائر فان أثره في الدنيا هو الافتضاح.
والشئ الآخر الذي أثره الوضعي الفضيحة هو العشق خصوصا للمتزوجين. والنكتة الأخرى هي أن العشق يؤدي إلى الاضطراب، وتعطيل الإنسان عن العمل ويسبب تشويش القلب واضطراب الخاطر، وينسى الإنسان ربه.
ويهئ الإنسان لإتيان الذنوب، وإذا لم يترك الدين دفعة واحدة يصير على الأقل إنسانا فاسقا وفاجرا.
وكذلك فان العشق يعجل بهرم الإنسان.
هذا
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»