الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ٧٥
بالدليل والبرهان، ولهذا السبب لا يجوز للمجتهد التقليد.
أما في مجال الأمور العرفية والعادية فان فكر الإنسان يستطيع استيعابها وتميز الصالح عن الطالح منها، فيعد التقليد خطأ، والقرآن الكريم يذم هذه الطريقة، والقول عن الأشخاص الخرافيين من عبدة الأصنام إنهم حين يدعون إلى ترك عبادة الأصنام. يقولون:
(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (2).
يعني لقد عمل بذلك آباؤنا ونحن نعمل على طريقتهم. يعني نقلد الآباء والأمهات ونعبد الأصنام.
- الملاحظة والمحاكاة:
الثاني: الملاحظة والمحاكاة. وهي نفس التقليد ولكن بدون الوعي والانتباه يعني تقبل الشئ من أي كان بلا استدلال وبدون انتباه ولا التفات، وهو واضح في سلوك الأطفال، ومن عنايات الله وألطافه بهذا الإنسان، انه وهب الأطفال موهبة الملاحظة والمحاكاة. يعني تبعية وطاعة المربي مائة بالمائة حتى يتمكن المربي أو الأب أو الأم أو المعلم من تربية الطفل.
لقد ذم القرآن الكريم هذا الأسلوب في التلقي ومن الواضح انه ليس طريق الإنسان العاقل. الخرافات تعني التقليد والتقبل من الآخرين بغير التفات أو بالتفات ولكن بلا استدلال، ومن الواضح خطأ هذا الأسلوب لإنسان عاقل ولإنسان مسلم.
ولكن ومع الأسف فان أكثر الناس خرافيون حتى في تلك البلدان التي قطع فيها العلم درجات الرقي فان الخرافات تتحكم في أعرافها وسننها الاجتماعية، ينقل ان على رأس كل زقاق في بريطانيا تجلس امرأة تقرأ الفال بالحمص وحولها جمع من الناس.
أو في أمريكا مع هذا الترقي العلمي فهم لا يستعملون الرقم ثلاثة عشر ويعتقدون انه من النحس، وعندما تشاد بناية من عشرين طبقة ينتقلون من الرقم اثني عشر إلى الرقم أربعة عشر، وكما كانت أيام الشاه أرقام البيوت بدل 13 كانت تكتب 12 + 1 وتنتشر أمثال هذه الخرافات في كل مكان، وتوجد بكثرة في أمريكا وبريطانيا، كما توجد بكثرة في إيران، ولكوننا مسلمين فيجب ان نتبع العقل، وما أراده القرآن بأن لا نكون خرافيين.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»