الفضائل والرذائل - المظاهري - الصفحة ١٤٧
الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم... ".
مما يدل على أنه كان حافظا لهذه الزيارة، زيارة جيدة، وجميع معارف الشيعة الدقيقة في هذه الزيارة، كل ما عند الشيعة موجود في هذه الزيارة. وعند الشيعة أسرار لا يعرفها إلا الشيعة وأئمتهم، هذه الأسرار موجودة في الزيارة الجامعة.
يقول: وعندما قرأت الزيارة قال الإمام (ع): تعال إلى هنا. فذهبت إليه، ولكن هيبة الإمام منعتني فلم أخط سوى خطوة واحدة ووقفت. فقال الإمام (ع): تقدم فذهبت إليه، فوضع يده على كتفي ووضع بصره في بصري وقال: " نعم الزيارة هذه " فقلت: هي لجدك (وأشرت إلى الإمام الهادي (ع)؟ فقال: نعم.
وأمثال هذه القضايا الحتمية والواقعية كثيرة. ونستفيد من هذه القضية والقضايا الأخرى أن لا ننسى التوسل بأهل البيت (ع).
يقول القرآن:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) (5).
يا أيها المتقون، يعني يا أيها الشيعة لا تتركوا التوسل.
أرجو منكم أن تذكروا إمام الزمان (ع) دائما. إقرأوا دعاء الندبة في أيام الجمع، واذكروه في الليالي. واجعلوا ساعة على الأقل من (24) ساعة خاصة لذكر صاحب الزمان (ع) قطب عالم الإمكان محور عالم الوجود. الواسطة بين الغيب والشهود. إذا تنفست الآن فبواسطته (ع). وإذا استطعت أن أتحدث وأنتم تستمعون فبواسطته (ع). وإذا كانت لدينا سلامة في العقل فبواسطته، وإذا كانت لنا قدرة وأخيرا إذا كانت عندنا ولاية فبواسطته (ع). وأرجو أن لا يأتي يوم - لا سمح الله - يرفع صاحب الزمان (ع) يده عن رؤوسنا.
وخلاصة الكلام: أولا: أن قضية المهدي قضية مشهورة في الإسلام. وثانيا: يجب أن يكون التوسل بأهل البيت والتوسل بصاحب الزمان (ع) في صلب حياة الشيعة. كل بلاء فيهم يستطيع (ع) رفعه عنهم يستطيع بطرفة عين أن يحول العالم إلى واحة زاهرة، وبتعبير الزيارة الجامعة:
" بكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث،
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 » »»