أخبروني عن قول الله عز وجل: (يس (1) والقرآن الحكيم (2) إنك لمن المرسلين (3) على صراط مستقيم (فمن عنى بقوله: (يس)؟ قالت العلماء: (يس) محمد (ص) لم يشك فيه أحد، قال أبو الحسن الرضا (فأن الله عز وجل أعطى محمدا (ص) وآل محمد (ع) من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله، وذلك إن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين ([الصافات / 80] وقال (سلام على إبراهيم ([الصافات / 110] وقال: (سلام على موسى وهارون ([الصافات / 121] ولم يقل سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل إبراهيم، ولا قال سلام على آل موسى وهارون. وقال عز وجل: (سلام على إل ياسين (، ويعني آل محمد صلوات الله عليهم، فقال المأمون: لقد علمت إن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه... الخ.
والغرض الذي ساقنا لذكر الآية الكريمة (سلام على إل ياسين (إن الشيعة يقولون عند ذكر أحد الأئمة من آل محمد (ص) عليه السلام استنادا إلى هذه الآية، وإلى غيرها من الأدلة الكثيرة وهي أدلة قطعية، فاقتراح ابن كثير الذي مر عليك - ما أدري - هل وجهه إلى أصحابه من أهل السنة؟ أم إلى الشيعة؟ أم إليهما معا؟ وعلى كل لم يطبق - والحمد لله - اقتراحه هذا لا قديما ولا حديثا، لا عند الشيعة ولا عند السنة، بل حتى هو نفسه ما طبقه، لذا لما ذكر الشيخين وأمير المؤمنين عثمان وإنهم بزعمه أولى من علي (بالتعظيم والتكريم قال (رضي الله عنهم أجمعين) ولم يقل: عليهم السلام أو كرم الله وجوههم، وابن كثير يعلم أن اقتراحه هذا لا يطبق، والله أعلم ما كانت غايته بهذا الاقتراح.