الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٣
قال العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان) عند تفسيره لهذه الآيات في ج 19 ص 76: قوله تعالى: (وحملناه على ذات ألواح ودسر (المراد بذات الألواح والدسر، السفينة، والألواح جمع لوح وهو الخشبة التي يركب بعضها على بعض في السفينة، والدسر جمع دسار ودسر وهو المسمار الذي تشد بها الألواح في السفينة... الخ. ثم قال: - قوله تعالى (تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر (أي تجري السفينة على الماء المحيط بالأرض بأنواع من مراقبتنا وحفظنا وحراستنا، وقيل المراد تجري بأعين أوليائنا ومن وكلناه بها من الملائكة.
وقوله: (جزاء لمن كان كفر (أي جريان السفينة كذلك وفيه نجاة من فيها من الهلاك لتكون جزاء لمن كفر به وهو نوح (كفر به وبدعوته قومه. فالآية في معنى قوله: (سلام على نوح في العالمين (79) إنا كذلك نجزي المحسنين ([الصافات / 80 - 81].
قوله تعالى: (ولقد تركناها آية فهل من مدكر (ضمير (تركناها) للسفينة على ما يفيده السياق واللام للقسم، والمعنى أقسم لقد أبقينا تلك السفينة التي نجينا بها نوحا والذين معه وجعلناها أية يعتبر بها من اعتبر فهل من متذكر بها وحدانية الله تعالى، وأن دعوة أنبيائه حق، وإن أخذه اليم شديد، ثم قال الطباطبائي: ولازم هذا المعنى بقاء السفينة إلى حين نزول هذه الآية علامة دالة على واقعة الطوفان مذكرة لها، وقد قال بعضهم في تفسير الآية على ما نقل: أبقى الله سفينة نوح على الجودي حتى أدركها أوائل هذه الأمة.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»