الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٥٩
له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال بلى، قال: فما بالك لم تجبني؟ قال: أمنتك، فقال الإمام: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني (1).
وكانت جارية له تسكب له الماء فنعست فسقط الإبريق من يدها فشجه فرفع رأسه إليها فقالت: " والكاظمين الغيظ " قال: كظمت غيظي، قالت: " والعافين عن الناس " قال: عفا الله عنك، قالت: " والله يحب المحسنين "، قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله (2).
رابعا: - إنهم " ربما يشترون العبيد والإماء وما بهم إليهم حاجة ولكنهم يشترونهم ليعتقوا رقابهم فيقومون بتعليمهم دينهم ويزودونهم بالأموال الكافية ليكتسبوا بها ولا يكونون عالة على غيرهم.
ولقد أعتق علي أمير المؤمنين (ع) من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيديه ورشح منه جبينه، كما ورد ذلك ضمن حديث طويل عن الإمام الصادق (ع) (3).
سيرة الإمام زين العابدين مع مماليكه وبهذه المناسبة هلم معي لنقرأ مثالا من سيرة الإمام زين العابدين (ع) لنتعرف بأي الوسائل كان يتقرب إلى الله تعالى ويطلب غفرانه ورضوانه

(١) (الإرشاد) للمفيد ص ٢٧٥ و (المناقب) لابن شهر آشوب ص ١٧٥ و (إعلام الورى) للطبرسي ص ٢٥٦، ونقله المجلسي في (البحار) ج ٤٦ ص ٥٦.
(٢) (الأمالي) للصدوق ص ١٢١، والطبرسي في (الإعلام) ص 256.
(3) راجع (البحار) ج 46 ص 75 نقلا عن (الإرشاد) للمفيد ص 272، ورواه البرقي في (المحاسن) ص 510 مختصرا كما اختصرناه.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»