الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٣٠٨
وعن علي مثله.
فهذه الأحاديث وغيرها تبين لنا حكم الله عز وجل في قوله: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم (، ثم أشار تعالى إلى وجه المصلحة في هذا الحكم الإلهي وحثهم على المراقبة فيه بقوله: (ذلك أزكى لهم (أي أطهر لمشاعرهم وأضمن لعدم تلوثها بالإنفعالا \ ت الشهوية في غير موضعها المشروع وقوله تعالى: (إن الله خبير بما يصنعون (أي أن الله هو الذي أخذهم بهذه الوقاية وهو الخبير بحركات جوارحهم والعليم بما يصنعون من خير أو شر وطاعة أو معصية.
وبعد الأمر بغض الأبصار وحفظ الفروج لكل من المؤمنين والمؤمنات وبيان وجه المصلحة في ذلك، خص المؤمنات المسلمات بأحكام من أوامر ونواهي منها قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها (والإبداء الإظهار، والمراد من زينتهن مواضع الزينة من أبدانهن لا نفس ما يتزين به كالقرط والسوار وغيرهما من أنواع الزينة التي لا يحرم إبداؤها فالمراد بإبداء الزينة إبداء مواضعها من البدن، وقد استثنى الله سبحانه ما ظهر منها، وقد وردت الروايات ان المراد بما ظهر منها هو الوجه والكفان والقدمان فللمرأة ان تظهر هذه الأعضاء بدون زينة، فقد روى الكليني في (الكافي) بإسناده عن أبي عبد الله الصادق (ع): الوجه والكفان والقدمان (1).

(1) و (2) (الميزان) ج 15 ص 125 نقلا عن الكافي.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»