الاستشفاء بقصة طالوت مع بني إسرائيل وآياتها وهذه القصة نذكرها على ما رواها القمي في تفسيره بسنده (1) عن أبي جعفر الباقر (ع) في تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين ([البقرة / 247].
قال الإمام حول هذه الآية وما بعدها: ان بني إسرائيل بعد موت موسى عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه - ويقال ان نبيهم اسمه ارميا، ويقال انه يوشع بن نون وصي موسى - وحيث انهم خالفوه فقد سلط الله عليهم جالوت وهو من القبط، وعندما تسلط عليهم وملكهم أذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا إلى نبيهم وقالوا له: سل الله أن يبعث لنا ملكا نقاتل معه في سبيل الله، وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت من بيوتهم والملك والسلطان في بيت آخر منهم حيث لم يجمع الله لهم الملك والنبوة في بيت واحد ومن أجل ذلك قالوا لنبيهم: (ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا (وأخيرا قال لهم نبيهم: (إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال (