الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٩٢
(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ([إبراهيم / 42].
النواهي الثلاثة في آية العدل والإحسان معنى الفحشاء والمنكر والبغي والمراد منها الفحش والفحشاء لغة ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال والأصل في معناه الخروج عن الحد فيما لا ينبغي فعله وقوله، فيقال: غبن فاحش أي خارج عن حد التحمل والصبر والسكوت.
والفحش في الحديث هو كل ما اشتد قبحه من الذنوب والمعاصي، ومن هنا أطلق هذا الاصطلاح على الزنا واللواط وما شاكلهما من أنواع الفواحش الموجبة للحد.
والمنكر هو ما ينكره العقل والشرع من الأفعال والأقوال من جهة، وما ينكره الناس في مجتمعهم من الأعمال التي تكون متروكة عندهم لقبحها وإثمها كالمواقعة أو كشف العورة في مشهد من الناس وما شاكل ذلك من المنكرات غير المألوفة من جهة ثانية.
والبغي الأصل في معناه الطلب للشيء ولكن كثر استعماله في طلب حق الغير بالتعدي عليه فيفيد معنى الاستعلاء والاستكبار على الغير ظلما وعدوانا وعتوا كبغي الملوك والرؤساء ومؤامراتهم على الشعوب المستضعفة.
وهذه الأمور الثلاثة - أعني الفحشاء والمنكر والبغي - وان كانت متحدة المصاديق غالبا فكل فحشاء منكر وغالب البغي فحشاء ومنكر ولكن
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»