ومما يدل على إيمانه أيضا أنه ثابت عند الجميع ان رسول الله (ص) كان يحب أبا طالب حبا شديدا بل كان يحبه ويحب من يحبه أبو طالب على ما جاء في أحاديثه (ص) وتصريحاته بذلك مرة بعد أخرى في حياة أبي طالب وبعد مماته (1).
فلو ان أبا طالب كان كافرا مشركا كما يزعمون لما أحبه رسول الله (ص)، وكيف يحبه مع كفره وشركه وقد أنزل الله عليه آيات عديدة من القرآن العزيز يحذر وينهى فيها أمته من اتخاذ الكافرين والمعاندين أولياء وأحباء وان ذلك يسلب الإيمان منهم حتى ولو كانوا أقرب الناس إليهم. ومن تلك الآيات قوله تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ([المجادلة / 23].
ومنها قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ([الممتحنة / 1 - 2].
ومنها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم