الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٧١
وانه يعظنا بهذه الأوامر والنواهي الستة لعلنا نتذكر ونعتبر وقد علمنا مما سبق ان جميع أوامر الله ونواهيه منطوية تحت هذه الأوامر والنواهي الستة.
هدف أوامر الله ونواهيه إصلاح المجتمع وسعادة أفراده والهدف العام من تلك الأوامر والنواهي هو إصلاح المجتمع الإنساني الذي هو أهم ما يبتغيه الإسلام والقرآن، ومعلوم انه إذا صلح المجتمع سعد أفراده وعاش الجميع في سعادة وهناء وذلك لأن سعادة الشخص مبنية على صلاح الظرف الاجتماعي الذي يعيش فيه، وما أصعب ان يفلح شخص ويسعد وهو في مجتمع فاسد قد أحاط به الشقاء من كل جانب، كمجتمعنا الحاضر الذي نعيش فيه اليوم.
لذلك أهتم الإسلام بإصلاح المجتمع اهتماما بالغا لا يعدله غيره في كافة أوامره ونواهيه حتى في العبادات من الصلاة والزكاة والحج والصوم وغيرها فإن الهدف منها كلها اصلاح الإنسان في نفسه ومجتمعه.
فمثلا في الصلاة يقول عز من قائل: (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ([العنكبوت / 46] فجعل الهدف من إقامة الصلاة هو إزالة الفحشاء والمنكر، وفي الصوم يقول تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ([البقرة / 184] فجعل الهدف من فريضة الصيام التقوى التي بها يسعد العالم كله.
وهكذا في كافة أوامر الله ونواهيه في العقائد والعبادات والأخلاق كلها الهدف منها اصلاح الإنسان أفرادا وجماعات ليعيشوا سالمين من كل
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»