الشفاء الروحي - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٦٤
والخلق خلق الله كله والأمر كله لله، خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير أدبتكم بآداب المرسلين ولتسألن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين.
ودفع النبي (ص) الكتاب إلى رسل أكثم ثم أتوا إليه ودفعوا له الكتاب وقالوا له: سألناه عن نسبه فوجدناه زاكي النسب وسطا في مضر وقد رمى إلينا بكلمات قد سمعناها وحفظناها وقرأوا الآية عليه، فعند ذلك جمع قومه وقال: يا قوم عليكم بأتباعه إني أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الأمر رؤساء ولا تكونوا أذنابا وكونوا فيه أولا ولا تكونوا فيه آخرا، وفي نص أضاف قائلا: اتبعوه تشرفوا وتكونوا سنام العرب وأتوه طائعين من قبل ان تأتوه كارهين ان هذا الذي يدعو إليه لو لم يكن دينا لكان في الأخلاق حسنا أطيعوني واتبعوا أمري فإني أرى أمرا لا يتبعه ذليل إلا عز ولا يتركه عزيز إلا ذل اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزا... الخ.
ثم ان أكثم نادى في قومه ليسير بهم إلى النبي (ص) فتبعه منهم مائة رجل وتوجه بهم إلى النبي (ص) ليسلم على يده وساروا حتى كادوا ان يقربوا فتعارض ومات في الطريق، وقد أوصى أصحابه قبل موته قائلا لهم: أقدموا على هذا الرجل وأعلموه بأني أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وانظروا ان كان معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه. فقدموا على النبي (ص) وأسلموا على يده وأخبروه بوفاة أكثم وإسلامه، يقول بعض المفسرين والمؤرخين: ان في أكثم نزل قوله تعالى:
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»