وجاء الحق - سعيد أيوب - الصفحة ٣٧
فأجاد وأفاد وبرز على النظراء والأشباه والأنداد " (1)، وقال الحافظ الكتاني:
" وحديث: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى "، حديث متواتر، جاء عن نيف وعشرين صحابيا " (2)، وروى الحديث كل من: أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وابن عمر، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، ومالك بن الحويرث، وسعد بن أبي وقاص، وقيس بن جنادة، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وأم سلمة، وأسماء بنت عميس، وغيرهم (3).
ولما كانت الدعوة الإلهية لبني إسرائيل جعلت هارون وبنيه مع التوراة على خط واحد، فإن الدعوة الإلهية الخاتمة جعلت أهل البيت مع القرآن على خط واحد، فعن زيد بن أرقم قال: " قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، وأذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " (4).
وعن زيد بن ثابت قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لا يتفرقا حتى يردا على الحوض " (5)، وعن أبي سعيد قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله .

(١) البداية والنهاية، ابن كثير: ٧ / ٣٤٢.
(٢) نظم المتناثر في الحديث المتواتر، الكتاني، ص ١٩٥.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) رواه مسلم، الصحيح: ١٥ / ١٧٩، أحمد والحاكم، الفتح الرباني: ٢٢ / ١٠٤.
(٥) رواه أحمد، وقال الهيثمي: إسناده جيد، الزوائد: ٩ / ١٩٣، الفتح الرباني: ٢٢ / ١٠٥.
والطبراني، كنز العمال: ١ / 186.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست