فيعطيكم معزيا آخر، وهذا لا يناسب كون المبشر به نظير روح القدس لعدم تعدده، وانحصاره في واحد، بخلاف الأنبياء فإنهم يجيئون واحدا بعد الآخر.
2 - إنه ينعت ذلك المبشر به بقوله ليمكث معكم إلى الأبد وهذا يناسب نبوة النبي الخاتم التي لا تنسخ.
3 - إنه يقول وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم وهذه الجملة تناسب أن يكون المبشر به نبيا يأتي بعد فترة من رسالة النبي السابق بعد أن تصير الشريعة السابقة على وشك الاضمحلال والاندثار، فيأتي النبي اللاحق يذكر بالمنسي، وأما لو كان المراد هو الروح القدس فقد نزل على الحواريين بع خمسين يوما من فقد المسيح (عليه السلام) حسب ما ينص عليه كتاب أعمال الرسل (1: 5، 2:
1 - 4)، أفيظن أن الحواريين نسوا في هذه المدة اليسيرة معالم المسيح (عليه السلام) وتعاليمه حتى يكون النازل هو الموعود به؟!.
4 - أنه يقول لأنه إن لم أنطلق، لا يأتيكم المعزي ولكن أن ذهبت أرسله إليكم وهذا يناسب أن يكون المبشر به نبيا حيث علق مجيئه بذهابه، لأنه جاء بشريعة عالمية، ولا تصح سيادة شريعتين مختلفتين على أمة واحدة في وقت واحد ولو كان المبشر به هو روح القدس، لما كان لهذا التعليق معنى لأن روح القدس