هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٧٦
هذه المسألة فسألني: وما كان رأيك في هذه الكلمة؟ فأجبته بأنني قد اخترت قول المفسر الفلاني. فقال لي لست مقصرا، ولكن الحق خلاف هذه الأقوال جميعا، لأنه لا يعرف معنى تفسيرها هذا الاسم الشريف في زماننا إلا القليل من الراسخين في العلم، فدنوت منه وجلست عند قدميه، واستعطفته قائلا: أيها الأب الأعظم، إنك تعلم شدة تعصبي للمسيحية، وإني قد صرفت عمري من أوله إلى الآن في طلب العلم وتحصيله، فماذا يحدث لو تتفضل وتتلطف علي، وتوضح لي معنى هذا الاسم الشريف...
فرأيت عينيه اغرورقت بالدموع وأجهش الشيخ بالبكاء، وقال : يا بني إنك والله أعز الناس عندي، ولك منزلة خاصة، ومع أن هذا الاسم الشريف له فائدة عظيمة، ولكن بمجرد انتشار هذا المعنى فإن المسيحيين سوف يقتلوننا معا، إلا أن تعاهدني الله على أنك لا تفشي هذا السر في حياتي ولا تذكر اسمي بعد مماتي أيضا، لأن المسيحيين إن علموا أن هذا التفسير أنا الذي كشفته فإنهم سيخرجونني من قبري ويحرقونني...
فأغلظت له الأيمان بالله العظيم القاهر الغالب، وبحق عيسى ومريم (عليهما السلام) وبحق كل الأنبياء والإنجيل، بأني سوف لن أبوح بهذا السر عنك أبدا، ولا أذكر اسمك في الحياة وبعد الممات. فطمأن لي وقال: يا بني إن هذا الاسم هو من الأسماء المباركة لنبي
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست