طلبوا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مغادرة مكة بعد أداء مناسك الحج مباشرة، فقبل النبي ورجع إلى يثرب بعد أداء مناسك الحج.
وبعد مدة من الزمن نقضت قريش الاتفاق والصلح الذي عقدته مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صلح الحديبية، بغارتها على حلفاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين جاءوا واستنجدوا به، فأمر النبي (صلى عليه وآله وسلم) بتجهيز جيش ضخم قوامه عشرة آلاف رجل ليدخل مكة فاتحا، ولما سمعت قريش بذلك أصابها الرعب، فجاء زعيم المشركين (أبو سفيان) معتذرا ولكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أصر على دخول مكة فاتحا فاستسلم المشركون ودخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة فاتحا من دون قتال...
وكان النصر الإلهي العظيم... فها هو يتيم عبد المطلب الذي قاسى وعانى من طواغيت قريش الذين شتموه واستضعفوه وعذبوه واستهزؤا به، يدخل مكة قائدا لجيش يرعب القلوب فاتحا منتصرا ناشرا لدعوته رغم أنف المشركين ومحطم أصنامهم وأحلامهم، ليظهر الله سبحانه دينه، فانتشرت أنوار التوحيد في ربوع مكة وأسلم أغلب أهلها، وعاد المهاجرون إلى وطنهم وأهلهم منتصرين...
واستمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نشر دعوته حتى لبى نداء ربه في السنة الحادية عشرة للهجرة. وعمره الشريف ثلاث وستون سنة، وبذلك تنتهي الحياة الأرضية لنبي آخر الزمان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أرسل بالدين الكامل والخالد إلى أبد الدهور وحتى تقوم الساعة.