هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٦٣
وعادوا إلى يثرب واستطاعوا من نشر هذه الدعوة هناك، فأعتنق عدد من أهل يثرب الإسلام، فلما كان العام الثاني جاء من يثرب اثنا عشر رجلا والتقوا بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعقبة فبايعوا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآمنوا به.
وبدأ الإسلام ينتشر شيئا فشيئا في يثرب، وفي العام المقبل جاء أناس كثير من أهل يثرب لأداء مناسك الحج وللاستماع إلى دعوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمن الكثير منهم وكانت البيعة الثانية، وبهذا بنيت أول قاعدة للإسلام في يثرب فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين في مكة بالهجرة إلى يثرب، ولم يبق في مكة سوى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه علي بن أبي طالب وبعض المسلمين، ثم هاجر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أيضا تاركا مكة إلى يثرب سنة 14 من البعثة، واستقبل في يثرب استقبالا رائعا و بهذا انتهت المعاناة والشدائد الذي واجهها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة من قبل المشركين.
ولكن المشركين لم يقفوا مكتوفي الأيدي وقد تجرعوا كأس الذلة والهوان، فاستمروا في محاربتهم للدعوة الإلهية من خلال الدسائس والتآمر على المسلمين، ووقعت معارك بين المسلمين والمشركين، كمعركة بدر وأحد وغيرها، وبين المسلمين واليهود كمعركة خيبر وغيرها. واستطاع المسلمون خلال فترة قصيرة من تقوية شوكتهم، فأصبحوا قوة لا يستهان بها واستطاع النبي من تأسيس الدولة الإسلامية في يثرب ومنها تم نشر دعوته إلى العالم كله.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 167 168 169 ... » »»
الفهرست