هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٦١
وارجعوا عما أنتم عليه، وإن كان باطلا دفعته إليكم فإن شئتم قتلتموه.
فرضوا بذلك وتعاقدوا عليه ثم أنزلوا الصحيفة من الكعبة وإذا ليس فيها حرف إلا جملة (باسمك اللهم) كما أخبرهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن رغم ذلك بم يوفوا بعهدهم وازدادوا تكبرا وتعندا، ولكن بعض المشركين ندموا على فعلتهم ونقصوا المقاطعة فرجع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعشيرته إلى مكة ثانية (1).
ولكن و بعد فترة من رجوعهم أصاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حادث مؤلم وهو رحيل زوجته الوفية خديجة التي عاضدته طوال فترة دعوته بكل وجودها، فتألم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا لهذا المصاب، ولم ينقضي حزن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى أصيب بنكسة أعظم وهي وفاة كفيله وحاميه والمدافع عنه عمه أبي طالب، الذي عانى وأهله الكثير وعرض نفسه للموت و الحرمان من أجل نشر الدعوة الإلهية، فعظمت المصيبة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما ينقل عنه أنه ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب وذلك لأن قريش شددت بعد ذلك من آذاها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا.

(1) حياة النبي وسيرته، الشيخ محمد قوام الوشنوي ص 161، سيد المرسلين ج 1 ص 503.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 167 ... » »»
الفهرست