هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ١٢٩
وأما موضوع الصلب والقيامة في العهد الجديد فهو أحداث متناقضة تنقلها لنا هذه الأسفار، فالمتيقن هو أن التلاميذ هربوا كلهم عندما جاء اليهود للامساك بعيسى (عليه السلام) ولم يبق أحد منهم، ليتأكد لنا هل أن الذي قبض عليه هو المسيح (عليه السلام) أو أنه استطاع أن يهرب من وسطهم كما فعل ذلك كثيرا سابقا، فيوحنا ينقل في إنجيله فرفعوا حجارة ليرجموه، أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا (يو: 8: 59)، والمسيح (عليه السلام) يؤكد أنهم لن ينالوا منه أبدا لأنه سيذهب إلى مكان لا يقدرون الوصول إليه، (أنظر:
يو: 8: 22) قال لهم يسوع أيضا أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم، حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، فقال اليهود ألعله يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، فقال لهم أنتم من أسفل، أما أنا من فوق، فهو يؤكد (عليه السلام) بأنهم لن يمسكوا به أبدا.
وما يؤكد لنا أن المسيح (عليه السلام) شبه لهم، هو قصة مقتل يهوذا الخائن، فالعهد الجديد لا يذكر شيئا عن مصيره إلا في موضعين، والمصير والخاتمة التي كانت عليها حياة يهوذا الخائن مختلفة تماما كما رأينا، والمختلف في نقلها وصي عيسى (عليه السلام) بطرس، وأحد التلاميذ الاثني عشر وهو (متي)، وهذا بعد ثلاثين سنة على أبعد الحدود من رفع السيد المسيح (عليه السلام) وهذا يدل على أن مصير يهوذا
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 125 126 127 128 129 130 131 133 135 136 ... » »»
الفهرست