مقالته، ثم ارتد مرة أخرى فصدر مرسوم أن من يتكلم في العقائد فعل به كذا وكذا، ونودي في دمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله.. (12) ثم جمع الحنابلة الصالحية وغيرها وأشهدوا على أنفسهم أنهم على معتقد الإمام الشافعي. (13) وأطلق ابن تيمية مدافعه نحو ابن عربي فكفره ونسب الإلحاد إليه وإلى أصحابه. ونسب الشرك إلى من توسل بالنبي واستغاث به وأنكر زيارة قبر النبي (ص).. (14) ونتيجة لهذا كله انقسم الناس في مواجهة ابن تيمية أربعة أقسام:
- منهم من نسبة إلى الكفر والزندقة..
ومنهم من نسبه إلى النفاق..
ومنهم من نسبه إلى السعي للإمامة..
وفوق هذا هناك من طالب بقتله..
- ابن تيمية والحكام:
عاش ابن تيمية عصر المماليك البحرية وحاز شهرة بسبب مشاغباته في الشام ومصر حتى تمكن من استمالة محمد بن قلاوون إلى صفه، كذلك الأمير سلار نائب السلطنة في عصر بيبرس الجاشنكير الذي أطاح بابن قلاوون من الحكم.
وكان نظام حكم المماليك يعتمد على الفقهاء في استمالة العامة وتحقيق الأمن والاستقرار للحكم، فلم تكن هناك في هذا العصر مؤسسة دينية محددة مرتبطة بالحكم..
ولم يستطع ابن تيمية أن يأخذ مكانه بين كبار الفقهاء القريبين من السلطة إلا أنه تمكن من كسب عطف بعض أمراء المماليك الذين كان لهم دورهم البارز في التخفيف عليه في حبسه الذي تكرر عدة مرات..
وكان بيبرس الجاشنكير ضد ابن تيمية وله ميول صوفية. وحين أمر بحسبه كان " سلار " يهرب له الأقلام والقراطيس ويدخل عليه أصحابه، فكان ابن تيمية يكتب ويفتي ويراسل أمه