اعتبرت من أساسيات الدين الواجب على المسلمين الالتزام بها ومن أخل بها فهو ضال زائغ يدخل في زمرة أهل البدع والأهواء..
وقد أجاز الفقهاء قتل الخارج على الحكام المفارق للجماعة على أساس رواية تقول: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة..
هذا هو نهج الفقهاء والسلف الذين سخروا الدين في خدمة الحكام وألزموا الأمة بالسير على هذا النهج الذي حدد الشارح أن أتباعه هدى وخلافه ضلال..
يقول الطحاوي: والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة لا يبطلها شئ ولا ينقضها.
ثم يتجه الطحاوي من بعد ومعه الشارح إلى تصويب مدافعهم على المخالفين لعقائد الفقهاء في الحكام والصحابة والسلف معلنين أن حب هؤلاء من الإيمان وبغضهم من النفاق وأن الواجب الشرعي يحتم بغض من يبغضهم والبراءة منه وإحسان القول فيهم بلا استثناء.
يقول الطحاوي: ومن أحسن القول في أصحاب الرسول (ص) وأزواجه فقد برئ من النفاق وعلماء السلف أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل ولا نصدق من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة هذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن براء إلى الله تعالى من كل خالف الذي ذكرناه وبيناه ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الإيمان ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء المختلفة والآراء المتفرقة والمذاهب الردية مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالفوا السنة والجماعة وحالفوا الضلالة ونحن منهم براء وهم عند ضلال وأردياء..
ويقول الشارح: وسبب ضلال هذه الفرق وأمثالهم عدولهم عن الصراط المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه.
والشارح بقوله هذا يريد أن يؤكد أن صراط الفقهاء والحكام هو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه. وهو الصراط الذي حدد معالمه الطحاوي في ختام كتابه بقوله: هذا ديننا واعتقادنا.
وهذا الكلام يؤكد المقولات السابقة من أن أهل السنة هم أهل الحق وأصحاب الجنة وغيرهم