ابن تيمية الحراني من فقهاء القرن الثامن التزم المذهب الحنبلي وتعصب له وجرت له بسبب ذلك محن كثيرة.. (1) وقد اتخذ من الشام مقرا له في عصر سلاطين المماليك وكثرة مشاغباته مع الفقهاء من أصحاب المذاهب الأخرى ومع الاتجاهات الفلسفية والصوفية والشيعية في عصره. إلا أنه رغم محاولاته إحياء نهج الحنابلة وتصانيفه الكثيرة، لم يحصل على رضا فقهاء عصره من الحنابلة أو من غيرهم..
وكان ابن تيمية عنيدا سليط اللسان عجولا في إلقاء التهم على الخصوم متسرعا في أحكامه كثيرا المراوغة معجبا بنفسه.. (2) يروى أن القضاة الثلاثة الشافعي والمالكي والحنفي أرسلوا إليه مرات فامتنع عن الحضور إليهم ولما أحضر ووقع البحث مع بعض الفقهاء كتب عليه محضر بأنه قال أنا أشعري.. (3) - مدافع ضد الفقهاء:
يروى أنه تكلم في حق مشايخ الصوفية - أي سبهم وهاجمهم - وقال لا يستغاث بالنبي (ص) فقبض عليه وحبس، ثم نقل أن جماعة يترددون عليه في السجن وأنه يتكلم في نحو ما تقدم فأمر بنقله من محبسه.. (4) يقول عنه الذهبي أحد تلاميذه: تعتريه حدة في البحث وشظف للخصم تزرع له عداوة في النفوس، أي أنه حاد في حواراته عصبي يظن أن الحق معه ويسخر من الخصم ولا يحترمه والناس في نظره جهال.. (5) وأطلق ابن تيمية مدافعة علي سيبويه العالم النحوي عندما ذكر أمامه على لسان ابن حبان صاحبه مما أدى إلى مقاطعة ابن حبان له وصير ذلك ذنبا لا يغفر وأصبح لا يذكره بخير.. (6)