البغدادي هو أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي البغدادي المتوفى عام (429 ه) وقد صنف البغدادي عدة مصنفات هي بمثابة مدافع مسلطة على المسلمين استثمرها الفقهاء في مواجهة خصومهم من التيارات الأخرى..
وعلى رأس هذه المصنفات كتابه الفرق بين الفرق. وكتابه أصول الدين، وهذان الكتابان من أخطر ما صنف في مواجهة الآخرين. وقد اعتمد عليها مذهب أهل السنة في تبرير تطرفه وعداوته للمخالفين لمذهبهم..
- الفرق بين الفرق:
وقد اعتمد البغدادي في كتابة هذا على رواية منسوبة للرسول (ص) تنص على أن الأمة سوف تفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة.
وقام على أساس هذه الرواية بتبيين الاتجاهات المخالفة وإلقاء الضوء عليها مؤكدا أنها تنتسب إلى الإسلام بينما هي ليست منه في شئ.
وخصص فصلا لما أسماه فضائح هذه الاتجاهات باعتبارها من فرق الأهواء الضالة والكتاب من أوله إلى آخره يفتح النار على المخالفين لنهج أهل السنة الذين حصر الحق في دائرتهم وحكم بالضلال والبوار والخلود في النار على مخالفيهم، فأهل السنة في منظوره فم الفرقة الوحيدة الناجية من النار يوم القيامة فمن سار على دربهم واتبع طريقهم وتبنى عقائدهم فقد نجا، ومن حاد عن هذا الدرب وتبنى عقائد واتجاهات الآخرين فقد حاد عن الطريق القويم وسلك سبيل الضالين أهل النار..
يقول البغدادي: إن أمة الإسلام تجمع المقرين بحدوث العالم وتوحيد صانعه وقدمه صفاته وعدله وحكمته ونفى التشبيه عنه، وبنبوة محمد (ص) ورسالته إلى الكافة وبتأييد شريعته وبأن كل ما جاء به حق وبأن القرآن منبع أحكام الشريعة وأن الكعبة هي القبلة التي تجب الصلاة إليها فكل من أقر بذلك كله ولم يشبه ببدعة تؤدي إلى الكفر فهو السني الموحد، وإن ضم إلى الأقوال بما ذكرناه بدعة شنعاء نظر فإن كانت بدعته من جنس بدع المعتزلة أو الخوارج أو الرافضة الإمامية - الشيعة - أو الزيدية وأو الجهمية أو المجسمة فهو من الأمة في بعض الأحكام وهو جواز دفنه في مقابر المسلمين وألا يمنع حظه من الفيئ والغنيمة إن غزا مع المسلمين وألا يمنع من الصلاة في المساجد، وليس في الأمة في أحكام سواها وذلك ألا تجوز الصلاة عليه ولا خلفه ولا تحل ذبيحته ولا نكاحه لامرأة سنية، ولا يحل للسني أن يتزوج المرأة منهم إذا كانت على اعتقادهم..