وقول الرسول صلى الله عليه وآله: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.
لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله) (1).
مثل هذه الروايات هي التي تدعم موقف القيمومة و الاستعلاء لدى أهل السنة الذين اعتبروا هذه الروايات اختصت بهم وتعنيهم بالاسم (2).
إن مثل هذه الروايات لا تفتح الباب للتسامح الفكري بل تفتح باب الشقاق الدائم بين أهل السنة والأطراف الأخرى.
إلا أن مثل هذا التصور يجب أن يعاد فيه النظر من قبل أهل السنة المعاصرين حيث أنهم قد تحولوا إلى جماعات متفرقة تكفر بعضها بعضا وتستحل بعضها بعضا. وقد كانوا في السابق جماعة واحدة نظرا لكونها مدعومة من قبل نظام حاكم واحد وهو النظام العباسي.
وبعد سقوط العباسيين تفرق أهل السنة لتفرق دويلات الإسلام وكثرة الحكام الذين كان لكل منهم فئة تناصره من أهل السنة. حتى جاء الأيوبيون فاستطاعوا أن يوحدوا أهل السنة إلى حد ما بفضل اتساع الرقعة التي كانوا يسيطرون عليها من بلاد المسلمين وتبعهم بعد ذلك المماليك.
ثم جاء العثمانيون ليعيدوا وحدة أهل السنة ويبتدعوا منصب شيخ الإسلام السني. ثم بعد سقوط العثمانيين تفرق أهل السنة مرة أخرى حتى جاء الوهابيون وحاولوا توحيدهم تحت راية أهل سعود إلا أنهم فشلوا لكونهم لا يمثلون سوى تيار واحد من تيارات أهل السنة وهو التيار الحنبلي وتيار ابن تيمية الذي تفرخ منه والذي تم نبذه ومحاربته من قبل الأطراف الأخرى داخل أهل السنة.
فإذا كان أهل السنة يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة فأين في الفرقة التي ينطبق عليها مفهوم النصر والنجاة من بين فرقهم؟