عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢١٩
بعد كل هذا أن تبين للناس رأيكم في التشيع عامة. والتشيع الإمامي خاصة، وأنكم لا زلتم نصير أهل السنة والجماعة قولا وعملا والله تعالى يوفقك.
وأخشى ما أخشاه أن يستغل الشيعة الإمامية موقفكم للدعوة إلى نحلتهم ويقولوا إن إماما من أئمة المسلمين قد انضم إلى مذهبهم، وهو الداعية المعروف الشيخ الشعراوي، أعاذك الله من ذلك (1) ومن الواضح من لغة الرسالة أنها تنفيرية لا تقريبية. لغة تعكس منطق الاستعلاء والقيمومة على الآخرين الذي تعتمده فرقة أهل السنة قديما وحديثا في مواجهة المخالفين لها. لغة تفوح منها رائحة الخط الوهابي النفطي المعاصر.
ومثل هذه اللغة من شأنها أن تزيد الصف الإسلامي تصدعا وتقضي على أمل المسلمين في الوحدة والوقوف صفا واحدا في مواجهة أعداء الإسلام.
وما استمر أهل السنة في مخاطبة الآخرين بمنطق الفرقة الناجية فلن يكون هناك تقارب مع الشيعة وإن محاولات التقريب التي تبذل من قبل الشيعة سوف يكون مآلها الفشل وهذا ما يشهد به الواقع (2).
إن المتأمل في جوهر الخلاف بين السنة والشيعة يجد أن هذا الخلاف يكمن في كم من الروايات اعتمدها الطرف السني وبنى على أساسها موقفه من الآخرين.
وعلى رأس هذه الروايات قول الرسول صلى الله عليه وآله: (ألا وإن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار. وواحدة في الجنة وهي الجماعة). (3) وفي رواية أخرى: (كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي) (4).

(١) مجلة الاعتصام عدد ٩ مايو عام ٧٧ وانظر نص الرسالة في كتاب الشيعة في مصر..
(2) أنظر كتاب الشيعة في مصر..
(3) رواه الترمذي وابن ماجة..
(4) المراجع السابقة..
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 217 218 219 220 221 222 » »»
الفهرست