عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٧٥
القول يقتضي المدح والتعظيم لهم بغير شك وشبهة ولا مدح في الإرادة المجردة، فثبت الوجه الثاني وفي ثبوته ثبوت عصمة المعنيين بالآية من جميع القبائح. وقد علمنا أن من عدا من ذكرنا من أهل البيت غير مقطوع على عصمته فثبت أن الآية مختصة بهم لبطلان تعلقها بغيرهم، ومتى قيل إن صدور الآية وما بعدها في الأزواج فالقول فيه إن هذا لا ينكره من عرف عادة الفصحاء في كلامهم فإنهم يذهبون من خطاب إلى غيره ويعودون إليه، والقرآن من ذلك مملوء وكذلك كلام العرب وأشعارهم.. (1).
ونظرا لدلالة نص التطهير القطعية ومعناه الظاهر المحدد بآل البيت لم يجد أهل السنة في مواجهته سوى التسلح بالتعويم أي إطلاق النص على نساء النبي صلى الله عليه وآله وآل البيت بشكل عام حسب تعريفهم العائم له على ما سوف نبين. إلا أنهم فاتهم عدة نقاط هامة تتعلق بالنص المذكور:
الأولى: لغوية وقد ألقينا الضوء عليها من أقوال فقهاء الشيعة حول الآية.
الثانية: تتعلق بالسياق فهم يعتبرون السياق العام للنص يخاطب نساء النبي إلا أن المعروف أن السياق ليس بحجة لأن ترتيب الآيات ليس توقيفيا على الأرجح، ولا هناك من النصوص القرآنية ما يقتضي سياقه اختلال المعنى على الظاهر مثل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فإن الآيات التالية لهذه الآية في سورة المائدة آيات أحكام، وإذا اعتبرنا السياق حجة فيجب أن تكون هذه الآيات سابقة لآية كمال الدين.
الثالثة: إن نساء النبي ذكرن بالذم في نفس السورة وفي سورة التحريم وعلى لسان الرسول في أحاديث كثيرة وهذا يتناقض مع طهارتهن ويدل على أنهن لسن مقصودات بآية التطهير.

(1) مجمع البيان تفسير سورة الأحزاب..
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست