عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٧٤
* والنص الثالث: هو قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا..) الأحزاب / 33.
يقول الشيخ السبحاني: استدلت الشيعة الإمامية عن بكرة أبيها بهذه الآية على عصمة آل البيت الذين نزلت هذه الآية في حقهم. وأن الإرادة المقصودة من النص إرادة تكوينية لا تشريعية، بمعنى أن إرادته التكوينية التي تعلقت بتكوين الأشياء في عالم الوجود تعلقت أيضا بإذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم من كل رجس وقذر ومن كل عمل يستنفر منه (1).
يقول الشيخ فرج الله الحسني: دلالة الآية على عصمة الخمسة الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين لأنها صدرت بأداة الحصر وهي كلمة " إنما "، وتعلق إرادته تعالى بالتطهير وبإذهاب الرجس وهو فعله تعالى يدل على أن الإرادة تكوينية على ما ثبت في محله ومتعلق التطهير وهو " الرجس " مطلق محلى بألف ولام الجنس. فالآية الشريفة تعلن نفي مما هو الرجس بنحو العام الاستيعابي المجموعي عن أهل البيت المذكورين فيها.. (2).
ويقول الشيخ الوائلي: معنى ذهاب الرجس نفي كل ذنب وخطأ عنهم، والإرادة هنا تكوينية لا تشريعية لوضوح أن التشريعية مرادة لكل الناس (3).
ويقول الطبرسي: استدلت الشيعة على اختصاص الآية بهؤلاء الخمسة عليهم السلام بأن قالوا أن لفظة " إنما " محققة لما أثبت بعدها نافية لما لم يثبت، فإن قول القائل إنما لك عندي درهم وإنما في الدار زيد يقتضي أنه ليس عنده سوى الدرهم وليس في الدار سوى زيد. وإذا تقرر هذا فلا تخلو الإرادة في الآية من أن تكون في الإرادة المحضة أو الإرادة التي يتبعها التطهير وإذهاب الرجس. ولا يجوز الوجه الأول لأن الله تعالى قد أراد من كل مكلف هذه الإرادة المطلقة، فلا اختصاص لها بأهل البيت دون سائر الخلق، ولأن هذا

(١) معالم النبوة..
(٢) المرجع السابق..
(٣) هوية التشيع..
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست