فما معنى وصف الله سبحانه أن له يد ليست كيدنا..
وعين ليست كعيننا ورجل ليست كرجلنا.. الخ.
والعقل البشري لا يتصور اليد أو العين أو الرجل إلا صورة واحدة وهي ما تجسم في مخيلته..؟
وكيف للعقل أن يتصور اليد والعين والرجل بصورة أخرى. إن ذلك خارج طاقته وما جبل عليه..
من هنا فعند ذكر اليد أو العين أو الرجل فسوف يتصورها العقل كما هي عند سماعه مثل هذه الأحاديث التي تصف الله سبحانه بمثل هذه الصفات..
ولما كان هؤلاء الفقهاء لا يملكون القدرة على الطعن في مثل هذه الأحاديث وإنكارها لاعتقادهم في صحتها بطرق الإسناد التي تعلموها. فلم يكن أمامهم سوى أن يقوموا بتأويلها وصرف ظاهرها عن معنى التجسيم..
فقالوا إن اليد تعني القدرة..
والعين تعني الإحاطة..
والسماء تعني العلو..
والهبوط هبوط الرحمة..
والتكلم يكون بواسطة.. وهكذا (1)..
وهذا ما عليه الشيعة والمعتزلة والجهمية. غير أن هؤلاء تحلوا بقدر أكبر من الشجاعة وقاموا برفض مثل هذه الأحاديث ونبذها..
والشئ الغريب والذي يفرض الكثير من التساؤلات أن فقهاء أهل السنة الذين تبنوا هذا الموقف المتشدد من أحاديث الصفات تبنوا عكس هذا الموقف تماما في مواجهة الأحاديث المتعلقة بالسياسة والحكام والرسول (ص) والتي سوف نعرض لها في هذا الكتاب..