يقول ابن حجر: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يعد في فضائله وينوه بعظيم منقبته لثبوت قوله (ص): " من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ". فما جمع القرآن أحد بعده إلا وكان له مثل أجره إلى يوم القيامة وقد كان لأبي بكر من الاعتناء بقراءة القرآن ما اختار معه جوار الله ورسوله وقد أعلم الله تعالى في القرآن بأنه مجموع في الصحف في قوله: (يتلو صحفا مطهرة) وكان القرآن مكتوبا في الصحف لكن كانت مفرقة فجمعها أبو بكر في مكان واحد ثم كانت محفوظة إلى أن أمر عثمان بالنسخ منها فنسخ منها عدة مصاحف وأرسل بها إلى الأمصار (1)..
وكلام ابن حجر هذا الذي يدافع به عن أبي بكر ويحاول أن يوجد له منقبة وفضيلة بفعله هذا الذي من أبرز نتائجه التشكيك في القرآن واتهام الرسول بالاهمال. يعد صورة من صور التبرير الذي هو نهج الفقهاء على الدوام. إلا أن ابن حجر لم يجيبنا كيف عاش المسلمون بدون القرآن الذي ظل محفوظا حتى نسخه عثمان؟
وفيما يتعلق بوصية الرسول يروى القوم على لسان عائشة قولها حين سئلت:
هل كان عليا وصيا - أي للرسول -؟ قالت: متى أوصى إليه؟ وقد كنت مسندته إلى صدري أو حجري. فدعا بالطست. فلقد انخنثت في حجري فما شعرت أنه قد مات. فمتى أوصى إليه (2)..
ويروى: سئل عبد الله بن أبي أوفى: هل كان النبي (ص) أوصى؟ قال: لا.
فقلت: أي السائل -: كيف كتب على الناس وصية أو أمروا بالوصية؟ قال:
أوصى بكتاب الله (3)..؟
ويروى عن عائشة قولها: ما ترك رسول الله دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرة ولا أوصى بشئ (4)..