دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٢٧
إن القوم أرادوا بنسبة هذه الرواية للإمام علي أن يضربوا فكرة الوصية المتعلقة به على لسانه حتى يقطعوا دابر الشك في نفوس المسلمين. إلا أن التأمل في الرواية يصل إلى نتيجة عكسية تشكك في أطروحة القوم وفي رواياتهم..
والمتأمل في كم الروايات المنسوبة للرسول المتعلقة بالقرآن والوصية يتبين له أن القوم في حرج بالغ. ففي الوقت الذي يتداولون فيه الروايات التي تنفي جمع القرآن ووجود الوصية يتداولون أيضا كم من الروايات تدحض ها الادعاء وتؤكد جمع القرآن في زمن النبي ووجود الوصية..
ومن هذه الروايات:
يروى أن ابن عباس سئل: أترك النبي من شئ؟
فأجاب: ما ترك إلا ما بين الدفتين..
وسئل محمد بن الحنيفة نفس السؤال فأجاب: ما ترك إلا ما بين الدفتين (1)..
ويروى عن الرسول (ص) قوله: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (2)..
ويروى عنه (ص): " تعاهدوا القرآن " (3)..
ويروى أن عائشة جاءها رجل فقال: أريني مصحفك.. فأخرجت له المصحف فأملت عليه السورة. أي التي يريد (4)..
ويروى عن الرسول (ص) قوله: " إن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي " (5)..
ويروى: جمع القرآن على عهد النبي (ص) أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد (6)..

(١) البخاري كتاب فضل القرآن..
(2) المرجع السابق..
(3) المرجع السابق..
(4) المرجع السابق..
(5) المرجع السابق..
(6) المرجع السابق..
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست