خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٦٤
الباب الثالث مواجهة البطون للنبي بعد إسلامها * * * * الفصل الأول - الإمامة.
1 - هناك ثلاثة عناصر أساسية لا بد من توفرها لقيام الدولة الإسلامية، وهي:
أولا - الإمامة أو المرجعية أو القيادة السياسية، ولا بد أن يكون القائد هو الأعلم بما أنزل الله، والأفضل والأتقى والأقدر حسب علم الله تعالى القائم على الجزم واليقين، فإن لم يكن القائد بهذه الصفات لم تكن القيادة إسلامية، ولم تكن قادرة على تحقيق الغاية من وجودها، وقد تمثلت هذه القيادة أول مرة بشخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، لحيازته المواصفات المتقدمة بأعلى درجاتها وأكملها.
ثانيا - أن تكون التشريعات أو القوانين الإلهية التي أنزلها الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله هي النافذة والمتحكمة في تصرفات المجتمع والدولة على جميع الأصعدة، فإذا طبق بعض القانون الإلهي وأهمل بعض، لم تتحقق الغاية من وجوده.
ثالثا - أن تقبل الجماعة المسلمة بالعنصرين المتقدمين معا، وأما إذا قبلت بأحدهما دون الآخر، فإنها لن تكون مجتمعا إسلاميا، بل شيئا آخر بين بين، وستدفع مثل هذه في وقت يطول أو يقصر ضريبة هذا التفريق بين العنصرين.
وأهم هذه العناصر الثلاثة هو عنصر القيادة أو الإمامة، إذ لا أحد يفهم المقصود الشرعي من كل نص فهما قائما على الجزم واليقين إلا الإمام، فهو الملجأ الذي يلجأ إليه المؤمنون لتلقي البيان الشرعي، وهو المخول بإجابة الأمة عن كل سؤال، فإذا فقدت الأمة إمامها وقائدها الشرعي، أصبحت مثل جسد بغير رأس أو قطيع بلا راع، ومن هنا كانت الإمامة ضرورة لا غنى عنها في كل العقائد الإلهية،
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»