خلاصة المواجهة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ١٦٠
لأنه مهدي هذه الأمة، فأجابه الصادق: والله ما هو مهدي هذه الأمة، ولئن شهر سيفه ليقتلن، فنازعه عبد الله القول حتى قال له: والله ما يمنعك من ذلك إلا الحسد، فقال الإمام: والله ما هذا إلا نصح مني لك " (81)، أي أن الرؤية كانت واضحة تماما لدى الإمام.
استشهد الإمام الصادق مسموما بتدبير من السلطة العباسية.
رابعا - الأئمة الستة: موسى بن جعفر الكاظم، علي بن موسى الرضا، محمد بن علي الجواد، علي بن محمد الهادي، الحسن بن علي العسكري، الإمام المنتظر محمد بن الحسن المهدي.
كل واحد من هؤلاء الأئمة الكرام صار إماما بعهد ممن سبقه.
كان هؤلاء الأئمة على قناعة كاملة بأن بناء الأمة أولى من الوصول إلى الحكم، بعد أن شاهدوا انحراف الكثيرين عن الحق، حتى أصبحوا أداة طيعة بيد الطغاة، وكرة يتقاذفها الظالمون، ولذلك صب هؤلاء الأئمة جهودهم في مجال التعليم والتوعية.
والواقع إن هذه القناعة كانت موجودة لدى الأئمة السابقين أيضا، فالإمام علي استلم الخلافة وهو يعلم أن الأمويين سيغلبون، لأن دولتهم كانت قائمة ومستحكمة، ومعظم أفراد المجتمع مطعم بأمصالهم القذرة، وأن أكثرية الأمة مقبلة على الدنيا وحدها، وما إقبالها على الدين إلا لأنه صار وسيلة للدنيا، ولكن كان يتعذر على الإمام علي أن يترك مقاومة الانحراف والفساد والخروج على الشرعية ما دام يجد أعوانا، لذلك قام بمقارعة الطغاة حتى استشهد.
وكذلك الحال بالنسبة للإمام الحسن، ولأجل ذلك قارع معاوية حتى انفض من حوله الأعوان، فوادع معاوية، إبقاء منه على من معه من القلة المؤمنة، ومن
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»