وفتح أبواب مواجهة جديدة ودائمة بين الشرعية والواقع المفروض وما زالت تلك المواجهة تشتد حتى أكلت الأخضر واليابس، ولم يبق من الجانب السياسي في الإسلام إلا الهيكل العظمي.
خطة البحث لقد فتحت على البحث خمسة أبواب، استحضرت خلالها الحادثات التاريخية وأعملت فيها الجهد المغني المستفيض وفق مناهج الاستقراء والبحث والمقارنة والاستنباط، فدرت، فأعطت حقائقها، وأوقفتني على منابعها وأحوالها، ومراكز قوتها، ونقاط ضعفها فاتضح الواقع على حقيقته ثم وقفت على منابع الشرعية والمشروعية الإلهية، من مصادرها النقية كتاب الله جل وعلا، وبيان الرسول لهذا الكتاب، وبيان أئمة أهل بيت النبوة أعدال الكتاب، ووقفت على حجة قادة التاريخ وشيعتهم من العلماء وفق مناهج البحث والاستقراء والمقارنة أيضا، فاتضحت أمامي الشرعية الإلهية كاملة لا تشوبها شائبة، بلا لبس ولا غموض نقية، كأنها كوكب دري وبعد ذلك استحضرت دقائق الزمن واستعرضت حركة المواجهة بين الشرعية الإلهية وبين الحادثات التاريخية، وذهب الزبد جفاء وأما ما ينفع الناس فمكث في الأرض تقسيم البحث وقد قسمت البحث إلى خمسة أبواب. ففي الباب الأول: سجلت وقائع المواجهة بين رسول الله وآله الأكرمين وبين أعداء الله خلال الفترة الواقعة ما بين الاعلان عن أنباء النبوة والرسالة والكتاب وولاية العهد إلى الخطة التي نجا فيها النبي من مطاردة بطون قريش له أثناء الهجرة المباركة، وقد بحثت هذه الفترة في ستة فصول وافية.