آية الإكمال على المجتمعين، ففرح المجتمعون بكمال الدين، وتمام النعمة، ورضا الرب الحليم، وبولاية علي، وبدا للناس أن المواجهة قد وضعت أوزارها، وأن الشرعية الإلهية قد ألقت أجرانها في الأرض، وعاد الناس إلى ديارهم على هذا الأساس.
بطون قريش هذا الوقت، توحدت بطون قريش، تماما كما توحدت عند النبي، وهبطت من بهاء التدبير الإلهي، إلى ظلمة تدبيرها، فقال قائلها (ليس من العدل أن يكون النبي من بني هاشم، وأن يكون الولي منهم وليس من الحكمة أن يعطى أهل بيت النبوة هذا الدور المميز!! والإنصاف هو العدل، وعلى بطون قريش أن تعمل على فرض العدل بالقوة، وتجميع العرب حول هذا الهدف!!!
فليس مناسبا أن يتولى الأمور من بعد النبي علي بن أبي طالب الذي قتل سادات البطون على الإسلام!! ونكل بشيوخ الوادي في بدر وأحد والخندق!!
وهكذا فتحت بطون قريش أبواب مواجهة جديدة بالوقت الذي كان فيه النبي يتأهب للقاء ربه، وبدأت بطون قريش تستقطب من جديد، وتشن حملاتها الدعائية ضد النبي من جديد، ولكن وهي مسلمة!!!
ولم يكن أمام النبي في هذه الحالة إلا التذكير بالبيان الإلهي المتعلق بالقيادة من بعد النبي، وبالدور المميز لأهل بيت النبوة، فقاد النبي حملة مضادة، وضح خلال حملته من الواضحات، حتى لا تبقى لمن خالف شبهة وحتى تكون معيشة مع العلم وسبق الاصرار