وهكذا أحيط البطن الهاشمي خاصة بحقيقة النبأ وتم تعيين ولي العهد والخليفة من بعد النبي أمام هذا البطن، وأحيطت بطون قريش وسكان مكة عامة بحقيقة هذا النبأ، ووقفوا على حقيقة الشائعات التي انتشرت طوال المرحلة السرية من الدعوة والتي استمرت ثلاث سنين، واشرب الجميع نبأ النبوة ونبأ ولاية العهد أو الإمام من بعد النبي مع بناء النبوة، ولكن لأن بطون قريش متغطرسة، ولم تحمل الأمر محمل الجد، ولأنها استبعدت نجاح الدعوة المحمدية، مثلما استبعدت أن يكون لمحمد ملك يدار من بعده، ولأن النبأ العظيم (نبأ النبوة) هو الأعظم فقد طغى على نبأ ولاية العهد أو الإمامة من بعد النبي، ومع هذا فإن ولاية العهد تشريع نبأ النبوة وقرئ النباءان معا، وقد وثقت ذلك في الباب المتعلق بالقيادة من بعد النبي توثيقا كاملا التدرج بتعميم وتثبيت ولاية العهد والإمامة من بعد النبي التدرج بتعميم وترسيخ وتثبيت معالم الحكم الشرعي صفة ملازمة لقواعد العقيدة الإسلامية، ويمكن أن تلحظ هذه الصفة في الصلاة، وفي الإنفاق، وفي الدعوة، وفي المنهج السياسي، وتحريم المألوفات كالخمر، وحتى في طريقة نزول القرآن الكريم وولاية العهد أو الإمامة من بعد النبي لازمتها صفة التدرج والتعميم والترسيخ والتثبيت المستمر، فقد أعلنت ولاية العهد أو الإمامة أو الإمارة من بعد النبي في الاجتماع
(١٧)