الذي عقده النبي لبني هاشم في بيته، حيث أعلن في هذا الاجتماع لأول مرة أن علي بن أبي طالب هو ولي عهد النبي وهو الإمام أو أمير الجماعة المسلمة من بعد النبي، وطوال مرحلة الدعوة العلنية في مكة والتي استمرت عشر سنين والرسول يظهر مع ولي عهده معا، يسيران معا، ويصليان معا، فإذا رؤى الرسول رؤى معه ولي عهده والإمام من بعده وكان يسكنان معا، في بيت النبي.
ولي العهد المعين يصف علاقته بالنبي في تلك المرحلة (قال الإمام علي واصفا علاقته بالنبي في تلك الفترة (وضعني في حجره وأنا وليده يضمني إلى صدره، ويكتنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول أو خطلة بفعل وكنت أتبعه اتباع الفصل أثر أمه، يرفع لي كل يوم من أخلاقه، ويأمرني بالاقتداء به، وكنت في حراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة) 3 وسئل قثم بن العباس كيف ورث على رسول الله دونكم؟ فقال (كان أولنا لحوقا به، وأشهرنا به لصوقا) 4 بمعنى أنه كلما تذكرت بطون قريش نبوة محمد تذكرت إمامة علي من بعده، لقد ربطت الاثنين معا، وتجسد هذا الربط واقعيا حيث كان الاثنان معا يسكنان في بيت النبي،