تركوا النبي مع ثلة قليلة عدد أصابع اليد وفروا، وقد اغتر المسلمون في حنين بكثرتهم حتى قال أبو بكر: " لن نغلب اليوم من قلة " (١).
وقال الله أيضا مخاطبا الصحابة: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير﴾ (٢).
فالله هنا يقرع الصحابة بسبب تثاقلهم عن الغزو وكما لا يخفى فإن الله تعالى توعد الصحابة في هذه الآية بالعذاب الأليم وباستبدالهم بقوم آخرين - الفرس على رأي - إذا لم ينفروا في سبيله، فأين مدح الله للصحابة هنا؟!
وفي نفس سورة التوبة هذه تقرأ قوله تعالى: ﴿ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون﴾ (3).
المشهور أن هذه الآية نزلت في أحد الصحابة على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ثعلبة بن حاطب الأنصاري، الذي شكا لرسول الله الفقر وطلب أن يدعو له