الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٨٣
المقصود بهم الأئمة الاثنا عشر، في حين يرى السنة ما نعلم وما نسمع ونقرأ.
ولم أجد من علماء أهل السنة أشد من ابن تيمية والرازي في الرد على عقائد الشيعة، لكني وجدتهما قد سلما بالعصمة من حيث هي ضرورة سياسية وتشريعية، فاضطر كل منهما لأن يعصم أحدا ما. فانتقل الخلاف إذن من خلاف على المبدأ نفسه إلى خلاف على شخص المعصوم. فسلم ابن تيمية بضرورة عصمة أهل التواتر من الصحابة (1) لأن الأحكام تروى عنهم، وعصم الرازي أهل الحل والعقد، لأن من أمر الله بطاعته لا بد وأن يكون معصوما. ولما كان يخالف الشيعة في تفسيرهم لأولي الأمر بالأئمة الاثني عشر فسرها بأهل الحل والعقد. ففي تفسير قوله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) النساء - 54 قال:

(1) المنتقى من منهاج الاعتدال للحافظ الذهبي: 409 - 416، مصر 1374 ه‍.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست