الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ١٨٦
لكن السؤال الذي يقف برأسه أمامنا هنا: هل قرار الأغلبية دائما على صواب؟ فإن قلنا نعم، كذبتنا تجارب القرون، وإن قلنا: لا، وقعنا في ورطة لأننا سلمنا بوجوب العصمة ولم نملأ الفراغ بعد ذلك بتحديد من ينبغي أن تكون له العصمة.
لا فرق إذن بين الشيعة وغيرهم، فهم ليسوا بدعا بين الفرق والمذاهب، كل ما هنالك أن عدد المعصومين عندهم محدد معين، والعصمة عندهم - كما عند غيرهم من الفرق الدينية قديما وحديثا - ذات طابع ميتافيزيقي، وهو أمر طبيعي لاستنادهم في ذلك إلى الدين، والدين - أي دين - قائم في نفسه على الميتافيزيقا.
وأعود إلى بداية حديثي عن الرأي الآخر:
هم يعتقدون أن مؤسس الدولة عين القيادة قبل انتقاله إلى ربه، وأوصى بها لأفضل من في الأمة بعده وهو الإمام علي بن أبي طالب، وأن القادة بعده تم تعيينهم بأشخاصهم وأسمائهم أيضا، وهم بقية الأئمة الاثني عشر، وكلهم من بيت النبوة والرسالة وسلالة المعدن الطاهر معدن محمد عليه وآله الصلاة
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست