يحكم آياته بإنجاح سعي الرسول أو النبي وإظهار الحق. وقيل: والتمني ربما جاء بمعنى القراءة والتلاوة. فيكون معنى الآية على هذا المعنى:
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا وقرأ آيات الله ألقى الشيطان شبها مضللة على الناس بالوسوسة ليجادلوه بها ويفسدوا على المؤمنين إيمانهم، فيبطل الله ما يلقيه الشيطان من الشبه.
4 - [تأملات في الامتحان والابتلاء] غرس الله تعالى في أعماق الفطرة معرفته تعالى، وحمل النسيج الفطري إلهاما يميز به الإنسان ما هو تقوى مما هو فجور، ويعرف به طريق الخير وطريق الشر، وخلاصة القول أن الإنسان خلقه الله في أحسن تقويم. وهو قوله تعالى: * (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) * (1) قال في الميزان: ومعنى كونه في أحسن تقويم. صلوحه بحسب الخلقة للعروج إلى الأهداف الرفيعة العليا، والفوز بحياة خالدة عند ربه. سعيدة لا شقاوة معها، وذلك بما جهزه الله به من العلم النافع ومكنه من العمل الصالح.
فالإنسان إذا آمن بما عمل وزاول صالح العمل. رفع الله عمله.
كما قال تعالى: * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * (2) أما إذا وقف الإنسان تحت ولاية الشيطان. فإنه يندرج في أسفل سافلين أي في مقام منحط، والمراد بالسفالة على أي حال. الشقاء والعذاب.
والإنسان ينطلق إلى العلم النافع والعمل الصالح من مخزونه الفطري ومن الدين الذي بعث به الله الأنبياء والرسل عليهم السلام، (2) سورة فاطر آية 15.