83 - 89 ويلاحظ من الآيات انه لم يك قد استقام فعلا على الطريقة المثلى ولكن كان قلبه سليما فهداه الله رب العالمين ويمكننا أن نلاحظ أن ظروف البيئة والوراثة لا تؤثر بدليل وجود فاسق وهبد بار في ظروف بيئية واحدة وبين أخوين شقيقين أما إنجيل برنابا فإنه يتحدث عن الفريسيين وكانوا يقولون بأن الإنسان مسير فيقول المسيح عليه السلام يزعم الفريسيون أن كل شيء قدر على طريقة لا يمكن معها لمن كان مختارا أن يصير منبوذا ومن كان منبوذا لا يتسنى له بأية وسيلة كانت أن يصير مختارا وأنه كما أن الله قدر أن يكون عمل الصلاح هو الصراط الذي يسير فيه المختارون إلى الخلاص هكذا قدر أن تكون الخطيئة هي الطريق الذي يسير فيه المنبوذون غلى الهلاك لعن اللسان الذي نطق بهذا أو اليد التي سطرته لأن هذا انما هو اعتقاد الشيطان فيمكن للمرء أن يعرف شاكلة فريسيي هذا العصر لأنهم خدمة الشيطان الأمناء فماذا يمكن أن يكون معنى سبق اصطفاء سوى أنه إرادة مطلقة تجعل للشيء غاية وسيلة الوصول إليها في يد المرء فإنه بدون وسيلة لا يمكن لأحد تعيين غاية فكيف يتسنى لأحد تقدير بناء بيت وهو لا يعوزه الحجر والنقود ليصرفها فقط بل يعوزه موطىء القدم من الأرض لا أحد البتة فسبق الاصطفاء لا يكون شريعة الله بالأولى إذا استلزم سلب حرية الإرادة التي وهبها الله للإنسان بمحض جوده فمن المؤكد اننا نكون إذ ذاك آخذين في إثبات مكرهة لا سبق اصطفاء أما كون الإنسان حرا فواضح من كتاب موسى لأن الهنا عندما اعطى الشريعة على جبل سينا قال هكذا ليست وصيتي في السماء لكي تتخذ لك عذرا قائلا من يذهب ليحضر لنا وصية الله ومن يا ترى يعطينا القوة لنحفظها ولا هي وراء البحر لكي تعد نفسك كما تقدم بل وصيتي قريبة من قلبك حتى إنك تحفظها متى شئت قولوا لي لو أمر هيرودس شيخا أن يعود يافعا ومريضا أن يعود صحيحا ثم إذا هما لم يفعلا ذلك أمر بقتلهما أفيكون هذا عدلا أجاب التلاميذ لو أمر هيرودس بهذا لكان أعظم ظالم
(٤٣٣)