جوده وبقوله ليتجنب البشر الذهاب إلى أنه يوجد آلهة أخرى سواه فإذا هو قسى فرعون فإنما فعله لأنه نكل بشعبنا وحاول أن يبغي عليه بإبادة كل الأطفال الذكور من إسرائيل حتى كاد موسى يخسر حياته وعليه أقول لكم حقا أن أساس القدر إنما هو شريعة الله وحرية الإرادة البشرية بل لو قدر الله أن يخلص العالم كله حتى لا يهلك أحد لما أراد أن يفعل ذلك لكيلا يجرد الانسان من الحرية التي يحفظها له ليكبد الشيطان حتى يكون لهذه الطينة التي أمتهنها الروح الشيطان وإن أخطأت كما فعل الروح قدرة على التوبة والذهاب للسكن في ذلك الموضع الذي طرد منه الروح فأقول إن إلهنا يريد أن يتبع رحمته حرية إرادة الإنسان ولا يريد أن يترك بقدرته غير المتناهية المخلوق وهكذا لا يقدر أحد في يوم الدين ان يعتذر عن خطاياه لأنه يتضح له حينئذ كم فعل الله لتجديده وكم وكم دعاه إلى التوبة إنجيل برنابا 166: 1 - 12 ذلك أن الله إذا لم يكن هو من يضل الذين يظلمون لأثبت ذلك أن هناك إلها آخر يضل ولا يغرب عن البال أن هناك فرقة تنسب نفسها للإسلام وأخرى تنسب نفسها للمسيح عليه السلام تجعلان الشيطان الها للشر ويذهب آخرون أن الله يتخذ الشياطين وسيلة لإضلال الناس وقد أكد القرآن الكريم أن ذلك غير صحيح * (وما كنت متخذ المضلين عضدا) * سورة الكهف 51 كما وأكد القرآن الكريم ما أورده إنجيل برنابا أن الله قسى فرعون وأضاف أن ذلك كان استجابة لدعاء موسى عليه السلام سورة يونس 88 كما وأكد القرآن الكريم أن الله لم يشأ أن يهدي الناس أجمعين وحذر رسوله من أن يكره الناس على الايمان * (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) * سورة يونس 99 100
(٤٢٨)