فلو قال النبي عاموس ليس في المدينة من خير إلا كان الله صانعه لكان ذلك وسيلة لقنوط المصابين متى رأوا أنفسهم في المحن والخطأة في سعة العيش وأنكى من ذلك أنه متى صدق كثيرون ان للشيطان سلطة على الانسان خافوا الشيطان وخدموه تخلصا من البلايا لو قال عاموس ليس في المدينة من خير إلا كان الله صانعه لكان لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته قد ارتكب خطأ فاحشا لأن العالم لا يرى خيرا سوى الظلم والخطايا التي تصنع في سبيل الباطل وعليه يكون الناس أشد توغلا في الإثم لأنهم يعتقدون أنه لا يوجد خطيئة أو شر لم يصنعه الله وهو أمر تتزلزل لسماعه الأرض إنجيل برنابا 161: 15 - 20 162: 1 - 3 فإذا لم يكن الله هو الذي يعمل البلايا لكان الشيطان هو فاعلها ولكن قد أكد الله تعالى * (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك) * سورة سبأ 20: 21 والشر في الجملة التي عرضنا لشرحها هنا هو معنى كلمة سيئة في الآيات التالية * (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا) * سورة النساء 78 79 * (وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) * سورة الروم 36 * (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور) * سورة الشورى 48 فالمقصود بها في هذه الآيات البلايا الدنيوية التي يرسلها الله على عباده تطهيرا
(٤٣٠)