لا إله إلا الله حاولت في مقالة سابقة بعنوان: الرسالات والرسل وأرض الميعاد إثبات أن كل الأنبياء السابقين للنبي صلى الله عليه وسلم بشروا كما بشر بأنه لا إله إلا الله ووعدوا بالجنة المؤمنين وأنذروا بالنار الكافرين وأن المناسك وطريقة التبشير إنما اختلفت لتناسب حال البشر في وقت رسالة كل نبي فبينما كانت رسالة نوح عليه السلام بالتكرار الكثير * (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) * سورة نوح 5 6 * (ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا) * سورة نوح: 9 وقد دام هذا التوجيه 950 عاما * (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) * سورة العنكبوت 14 وفي رسالة صالح عليه السلام كان مع التكرار معجزة الناقة فإننا نجد أنها كانت في رسالة إبراهيم عليه السلام بالحجة العقلية مع البيان العملي إذ دمر أصنامهم ليثبت لهم أنها لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا وبالتالي فلا يمكن أن تنفعهم هم... الخ أما الرسل النبيون من موسى إلى المسيح ابن مريم عليهم السلام فقد كان إثبات نبوتهم بمعجزات من الله ثم يسردون نبواتهم في كتب أما في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فالحجة العقلية وسيلة الاقناع وحفظ القرآن الكريم بدون أن يشوبه أقل قدر من التحريف وخلوه من المتناقضات
(٣٤٧)