قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٩٧
بالقرب من أفارس عاصمة الهكسوس في الدلتا.
ز - الدولة الحديثة: (حوالي عام 1567 - 1085 ق. م.) وقد اشتملت هذه الفترة على الأسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين. وكان أول ملوك الأسرة الثامنة عشرة أحمس الأول (حوالي 1570 - 1546) وهو أصلا أمير طيبة وقد طرد الهكسوس من مصر. وقد ظن بعضهم أنه هو الملك الجديد الذي لم يكن يعرف يوسف (خر 1: 8) وإذا افترضنا أن تاريخ الخروج هو القرن الخامس عشر فيكون تحتمس الثالث هو فرعون الذي فر منه موسى (خر 2: 15) وقد خلفه على العرش أمنحوتب الثاني (حوالي 1436 - 1411) الذي واصل غزوات أبيه في فلسطين وفي سوريا.
وقد كان فرعون الخروج بحسب مانيثو هو أمنوفس، وهذا هو الاسم اليوناني لأمنحوتب. وإذا نظرنا في 1 ملو 6: 1 بأن الخروج حدث قبل بناء هيكل سليمان بمدة 480 سنة وقارناه بما جاء في قضاة 11: 26 (ثلاثمائة سنة من الفتح قبل يفتاح) يبدو لنا أن الخروج حدث في منتصف القرن الخامس عشر أو حوالي الزمن الذي حكم فيه أمنحوتب الثاني. وقد اكتشف عام 1943 في منفيس نصب تذكاري كان قد أقامه وفيه يذكر أنه أسر 3600 عبيرو أثناء غزوة قام بها في فلسطين وقد ظن بعضهم أن في هذا دليلا على أن الخروج وقع قبل ذلك ولكن يجب أن لا يغيب عن الذهن أن كلمة " عبيرو " مع أنها قريبة من كلمة عبرانيين إلا أنها تستعمل بكيفية أكثر اتساعا وأكثر شمولا من كلمة عبرانيين.
وبعد تحتمس الرابع وأمنحوتب الثالث ارتقى عرش مصر ابنه أمنحوتب الرابع (حوالي عام 1370 - 1353) فهجر طيبة وبنى عاصمة جديدة سماها أخت - آتون ومكانها اليوم يعرف باسم " تل العمارنة " في مصر الوسطى وقد قام هو وزوجته الجميلة نفرتيتي بثورة دينية. واتخذ عباده آتون إله هليوبوليس دينا له وهجر عبادة آمون في طيبة وغير اسمه إلى أخناتون. ومن ثم قام نزاع بينه وبين كهنة آمون في طيبة وبينما كان منشغلا في إصلاحاته الدينية بدأت الامبراطورية تفقد ممتلكاتها في فلسطين وسوريا الواحدة بعد الأخرى وقد كان موت أخناتون الضربة القاضية التي قضت على كل إصلاحاته الدينية.
وقد اكتشفت مراسلات أمنحوتب الثالث وابنه أمنحوتب الرابع أو أخناتوت الدولية. اكتشفت عام 1887 في تل العمارنة وقد كانت تلك السجلات في شكل لوحات فخارية كتب معظمها بالخط الأكادي المسماري وتذكر هذه اللوحات " الحبيرو " الذين أحدثوا اضطرابا في فلسطين وسوريا. ويرجح أن في اسمهم كثيرا من الشبه مع اسم العبرانيين وقد اعتقد البعض أن العصيان والاضطراب اللذين أحدثهما الحبيرو يتصلان صلة وثيقة بالفتوحات التي قام بها العبرانيون في فلسطين وبذلك يؤيدون النظرية القائلة بأن الخروج حدث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. على أن نشاط " الحبيرو " كان اوسع مدى وأكثر اتساعا من ميدان نشاط العبرانيين.
أما ثاني الفراعنة الذين خلفوا أخناتون فهو زوج ابنته توتعنخ آتون الذي اضطر إلى ترك عبادة آتون والي تغيير اسمه إلى توت عنخ آمون ومعناه " آمون جميل في الحياة " وقد أرغم على ترك المدينة الملكية أخت - آتون وأن يعيد البلاط الملكي إلى طيبة. وقد اكتشفت مقبرته في سنة 1922 اكتشفها العالم الأثري هاورد كارتر ووجدت زاخرة بالأثاث الجنائزي.
(٨٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 892 893 894 895 896 897 898 899 900 901 902 ... » »»