قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٠٣
عنده (اع 16: 13) فربما كان الجنجيتس (الانجيستا حديثا) الذي يجري غربي المدينة بميل.
تاريخها: كانت كرينيدس ضمن حدود تراقيا القديمة. وفي سنة 356 ق. م. ضم فيلبس المكدوني الثاني تراقيا بما فيها كرينيدس حتى نهر نستوس إلى مملكته. فوسع المدينة وحصنها ودعاها فيلبي باسمه.
وكان في جوارها مناجم ذهب وفضة ساعدت فيلبس على تنفيذ مشاريعه الطامحة. وفي سنة 168 ق. م سقطت فيلبي في يد الرومان. وفي سنة 42 ق. م جرت في جوارها معارك حاسمة دعيت باسمها وقعت بين بروتوس وكاسيوس من قتلة يوليوس قيصر البارزين من جهة وبين أو كتافيوس وأنطونيوس الآخذين بثأره من جهة أخرى. وانتصر أو كتافيوس وأصبح أوغسطس قيصر. فاهتم بمدينة فيلبي لانتصاره فيها وأرسل إليها جالية رومانية فأصبحت " كولونية " تتمتع بما يتمتع به الرومان من حقوق وامتيازات. ويشير إليها لوقا " ككولونية " " وأول مدينة من مقاطعة مكدونية " (اع 16:
12) وقد اعتبرت الأولى إما من حيث الأهمية أو لكونها أول مدينة يصلها المسافر بحرا.
ذكرها في العهد الجديد: زارها بولس نحو سنة 52 م. فآمن فيها على يده كثيرون أهمهم ليدية من مدينة ثياتيرا، والفتاة التي كان بها روح عرافة، والسجان الفيلبي (اع 16: 12 - 40). إلا أن إيمان الفتاة هذه سبب للرسولين بولس وسيلا اضطهادا وسيقا إلى السجن ولكنهما بذلك استطاعا الوصول إلى السجان فآمن على يدهما (قابل 1 تس 2: 2) واضطر بولس إلى مغادرة المدينة فجأة. ولكنه زارها ثانية في طريقه إلى سوريا (اع 20: 3 - 6).
الرسالة إلى الفيلبيين: الفيلبيون سكان مدينة فيلبي (في 4: 15)، كتب إليهم بولس الرسالة مشاركا فيها معه تيموثارس (في 1: 1). وكان بولس نفسه قد جمع نواة هذه الجماعة من المؤمنين فيها.
وكانت أول كنيسة أسسها في أوربا. وقد كتب إليها الرسالة وهو سجين (1: 7 و 13 و 14 و 16) وعلى ما يظهر تحت حراسة الحرس الامبراطوري (1:
13). ويبلغ الرسول الفيلبيين تحيات من القديسين الذين من بيت قيصر (4: 22). وكثيرون حوله كانوا يكرزون بالكلمة (1: 14 - 18). فهذه الشواهد ولهجة الرسالة بصورة عامة تدل على أن الرسالة كتبت على الأرجح من روما أثناء سجن الرسول فيها أول مرة (أطلب بولس). كما يرجح أنها كتبت نحو سنة 63 م قرب نهاية مدة أسره. وإليك الحقائق الدالة على ذلك:
(1) كان بولس في المكان الذي كتبت منه الرسالة مدة من الزمان لا يستهان بها (1: 12 الخ).
(2) كان يأمل الإفراج عنه قريبا (1: 25) و 2: 23 و 24).
(3) كان الفيلبيون قد أرسلوا إليه هبة (4:
10) على يد أبفرودتس (2: 25 و 4: 18). إلا أن هذا الأخير مرض في روما ووصل خبر إلى فيلبي فقلق عليه الإخوة. علم بذلك أبفرودتس نفسه (2:
26 و 27). ويبدو أنه كان قد مر على وصول بولس العاصمة وقت طويل.
كتب بولس الرسالة من الناحية الأولى للتعبير عن امتنانه للفيلبيين على معروفهم. فإنه على عكس عادته كان قد قبل عطاياهم أكثر من مرة (4: 10 و 15 - 18). وانتهز الفرصة ليخبرهم عن أحواله ويحذرهم من الزيغان. فهي رسالة راع إلى رعيته. وبعكس معظم رسائله فإن الداعي لكتابته هذه الرسالة لم يكن وجود أي أزمة في كنيسة فيلبي. فهي ملأى
(٧٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 698 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 ... » »»