قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٦٨
أما مملكة فارس فكانت في اتساعها الأعظم تمتد من مملكة الهند شرقا إلى الأرخبيل الإغريقي غربا، ومن بحر قزوين والقوقاس والبحر الأسود ونهر الدانرب شمالا إلى الصحراوين العربية والنوبية جنوبا (اس 1:
1 و 10: 1). وكانت مساحتها نحو 000، 2000 ميل مربع (أي نصف مساحة أوربا).
تاريخها: كان سكان فارس الأصليون آريين قريبين من العنصر المادي. وليس لهم ذكر في جدول الأمم في تك 10. وكانت فارس سنة 700 ق م.
إحدى حليفات عيلام. غير أن تيسپيس رئيس القبيلة قهر عيلام وأعلن نفسه ملكا في مقاطعة أنشان.
وتفرعت سلالته من بعده إلى اثنتين: سلالة في أنشان وأخرى في فارس. وممن ملكوا من بعده حفيد ابنه كورش الثاني. وملك في أنشان (حوالي 558 ق. م) ووحد القوة المنقسمة وافتتح مادي (550 ق. م)، وليديا في آسيا الصغرى (546 ق. م) وبابل (539) ق. م) حيث تعرف إلى اليهود المسبيين وسمح لهم بالعودة إلى بلادهم (2 أخبار 36: 20 - 23 وعز 1:
1 - 4) (أطلب " كورش "). وتوفي كورش سنة 529 ق. م وخلفه ابنه كامبيسس الذي افتتح مصر سنة 525 ق. م وحكم فيها ثلاث سنوات. وتوفي سنة 522 ق. م. وانقرضت بذلك سلالة كورش.
واستولى على العرش سنة 521 ق. م داريوس الأول.
وثارت عليه جميع المقاطعات. فقمع الثور وأسس مملكة جديدة امتدت من الهند حتى الأرخبيل الإغريقي والدانوب. وقد قسمها إلى عشرين مقاطعة. وفي عهده أعيد بناء هيكل أورشليم. ثم توفي سنة 486 ق. م (أطلب " داريوس "). خلف ابنه زور كسيز (أكسركس) الأول وهو أحشريروش المذكور في سفر أستير والأرجح المذكور أيضا في عزرا 4: 6. وقهر المصريين بدوره وحاول غزو بلاد الإغريق. لكنه هزم وعاد بخسائر فادحة (أطلب " أحشوريوش ").
ثم اغتيل سنة 465 ق. م وخلفه ابنه أرتحشستا، وهو أرتكسر كسيز الأول لو نجيمانوس (أي ذو اليد الطولى) وقد لاطف اليهود وسمح لعزرا بأن يعود بعدد منهم إلى أورشليم، كما أذن لنحميا بإعادة بناء أسوار المدينة (عز 7: 11 - 13 الخ ونح 2: 1 - 10) (أطلب " ارتحشستا "). ثم توفي سنة 424 ق. م. وقد تعاقب من بعده على العرش عدد من الملوك منهم داريوس الثاني وارتحشستا الثاني والثالث وداريوس الثالث. وهذا الأخير قهره الإسكندر سنة 331 ق. م. وبذلك زالت المملكة الفارسية الأولى (أطلب داريوس 3).
أما عواصم ملوك فارس فكانت برسبوليس (2 مك 9: 2) وسوسا (شوشن) (نح 1: 1 واس 1: 2) واكبتانا (اخمثا) (عز 6: 2) وإلى حد ما بابل (غر 6: 1).
ومع أن كورش سمح لليهود بالعودة إلى بلادهم سنة 538 ق. م فإنه لم يمنحهم استقلالا سياسيا.
بل كان يحكمهم حاكم يعينه الإمبراطور الفارسي (نح 3: 7 وقابل 5: 14 - 15). فكانت بلادهم جزءا من مقاطعة عبر النهر (عز 8: 36. وكانت مؤلفة من سوريا وفلسطين وفينيقية وقبرص. وقد خضع اليهود لحكم فارس 207 سنين وذلك من احتلال كورش لبابل حتى احتلال الإسكندر لفلسطين سنة 332 ق. م.
ديانتها: دان الفرس بمذهب الثنوية المعروف بالزورواسترية (الزردشتية). غير أنهم لم يفرضوه على الشعوب الخاضعة لحكمهم. ويقوم المذهب على القول بوجود تناقض أساسي بين الخير والشر، النور والظلمة.
(٦٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 663 664 665 666 667 668 669 670 671 672 673 ... » »»