الهيكل. والكهنة بنو صادق الذين اسمهم نفسه يعني بار، الذين ظلوا أمناء هم وحدهم سيشغلون وظيفة الكاهن العليا قدام يهوه (ص 44). وستقدم للرب تقدمة، قسم من الأرض لإعانة الخدمات ولخدمة المقدس (45: 1 - 6). وللرئيس أيضا ستعطى إعانة مناسبة من تقدمة الأرض، تمكنه من تدعيم الخدمات العامة باسم الشعب، وهو لن يسئ استغلال سلطته باضطهاد الشعب أو التعدي على حقوق الكهنة (45: 7 - 12 و 46: 2 و 16 - 18).
والشعب كذلك سيجتمع في أماكنه المعينة في الهيكل عندما يعبدونه (آية 9). وكل أعضاء الثيوقراطية، الرسميين والشعبيين يعرفون الواجبات المختصة بهم في أماكنهم وعلاقاتهم المتعددة بالنسبة إلى الكفارة ويؤدون هذه الواجبات. ويرى حزقيال بعد ذلك نهرا خارجا من الهيكل، متزايدا إلى مجرى عظيم، يهب الحياة والصحة للمناطق التي يعمها الجدب والموت (47: 1 - 12). وحدود الأرض التي ستحتلها الجماعة الراجعة من السبي موصوفة (47: 13 - 20)، وموقع الأسباط (47: 21 - 48: 29)، وتقدمة الأرض تقسم بين الكهنة واللاويين والرئيس والمدينة (48: 8 - 22). تخص جميع الشعب مشتركا (أنظر الآيات 15 - 20 و 30 - 34 وقارن آية 19 و 45:
6)، واسمها يهوه شمه أي يهوه هناك (48: 35)، إشارة إلى الفكر المركزي للنبوة كلها.
فما هو النصيب الذي قام به حزقيال في تقدم الفكر الديني؟ يعتبر نقاد " مدرسة ويلهاوزين " أن حزقيال هو أبو اليهودية الشكلية الأخيرة، ويزعمون أن وصف أورشليم الجديدة في الأصحاحات 40 - 48 هو البرنامج الذي بناء عليه أقام الترتيبات الكهنوتية الخاصة المتضمنة في لاويين وعدد. هذه النظرية مرفوضة من العلماء الذين يتخذون النظرة الكتابية عن أصل القوانين العبرانية، ويتمسكون بأن تشريع اللاويين الخاص يسبق عصر حزقيال، وأيضا أن النبي لم يقصد أن تكون هذه الأصحاحات كبرنامج.
والصورة المعلنة في هذه الأصحاحات ليست مثلا أعلى توقع النبي أن يتحقق حرفيا، لكنها رمزية خالصة.
فليس من الممكن أن نفهم جبل صهيون المرتفع الجديد، والمقاييس وتقسيمات الأرض الهندسية، والمياه الشافية التي تخرج من المقدس وتصبح في الحال نهرا عظيما، والأشجار التي تنتج ثمرها كل شهر وورقها للشفاء إلا وفقا لهذا الاعتبار. ومن بين الأشياء الأخرى التي قدمها:
(1) الفكرة عن الله. فهو يزيل فكرة تحول الله إلى إنسان قارن " منظر شبه مجد الرب " (1:
28). بينما آخرون يتكلمون عن يهوه يرعى شعبه (تكوين 48: 15 ومزمور 28)، يجمع مشتتي قطيعه (إرميا 23: 3 و 31: 10) (، ويعتني بهم بلطف (إشعياء 40: 11)، ويمثل حزقيال الله كمن يفتش عن خرافه الضالة (حزقيال 34: 11 - 16 وقارن متى 18:
12 - 14 ولوقا 19: 10).
(2) رؤيا أورشليم الجديدة: الجبل المرتفع (حزقيال 40: 2 ورؤيا 21: 10)، المدينة المقدسة خيمة الله بين الناس (حزقيال 37: 27 ورؤيا 21:
3)، مجد الله فيها (حزقيال 43: 2 - 5 ورؤيا 21:
11)، المدينة المربعة (حزقيال 48: 16 و 30 ورؤيا 21: 16) التي لها اثنا عشر بابا (حزقيال 48: 30 - 34 ورؤيا 21 - 12 و 13)، نهر الحياة (حزقيال 47: 1 ورؤيا 22: 1)، الأشجار التي على جانبي النهر، التي أوراقها للشفاء (حزقيال 47: 7 و 12 ورؤيا 22: 2). وهي رمزية في حزقيال كما أنها رمزية في سفر الرؤيا.