الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ٧٢
مثلا، لأنها قطعت حرجة، حيث صنع إنسان بستانا؟ لا البتة! لأن الإنسان صنع كل شئ بيديه حتى الفأس، وأنت أيها الإنسان أتفتخر أنك فعلت شيئا حسنا، وأنت قد خلقك إلهنا من طين، ويعمل فيك كل ما تأتيه من صلاح ولماذا تحتقر قريبك؟ ألا تعلم أنه لولا حفظ الله إياك من الشيطان، لكنت شرا من الشيطان (1)! ألا تعلم أن خطيئة واحدة مسخت أجمل ملاك، شر شيطان مكروه، وأنها حولت أكمل إنسان جاء إلى العالم وهو آدم، مخلوقا شقيا، وجعلته عرضة لما نكابد نحن وسائر ذريته؟ فأي إذن يخولك حق المعيشة بحسب هواك دون أدنى خوف! ويل لك أيتها الطينة لأنك بتغطرسك على الله الذي خلقك، ستحقرين تحت قدمي الشيطان، الذي هو واقف لك بالمرصاد! " "... فدعا يسوع ليأكل خبزا سمعان الذي كان أبرص، فشفاه يسوع...
ولما دخل يسوع بيت سمعان، جلس إلى المائدة، وبينما كان يأكل إذا بامرأة اسمها مريم وهي مومسة، دخلت البيت وطرحت نفسها على الأرض وراء قدمي يسوع وغسلتهما بدموعها ودهنتما بالطيب ومسحتهما بشعر رأسها، فثلم سمعان وكل الذين كانوا على الطعام وقالوا في قلوبهم " لو كان هذا الرجل نبيا، لعرف من هذه المرأة ومن أي طبقة هي، ولما سمح لها أن تمسه "، فقال حينئذ يسوع " يا سمعان! إن عندي شيئا أقوله لك "، أجاب سمعان " تكلم يا معلم! لأني أحب كلمتك "، قال يسوع " كان لرجل مدينان، أحدهما مدين لدائنه بخمسين فلسا والآخر بخمسمائة، فلما لم يكن عند أحد منهما ما يدفعه تحنن

(1) جاء في الفصل الحادي والخمسين من إنجيل برنابا ص 80 - 83 مدى كبرياء الشيطان وسوء عاقبته: أن الله قال ليسوع الذي طلب منه أن يرحمه، إنه يصفح عنه إذا قال " أيها الرب إلهي قد أخطأت، فارحمني "، فقال الشيطان " إني بمسرة أقبل هذه المصالحة إذا قال الله هاتين الكلمتين لي " فقال يسوع " انصرف عني أيها اللعين لأنك الأثيم المنشئ لكل ظلم وخطيئة، ولكن الله عادل منزه عن الخطايا "، فانصرف الشيطان مولولا!
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»